/si:n/

/si:n/

Tuesday, May 31, 2011

مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء في دورته الثانية .. نوافذ فلسطينية على العالم



رام الله- يوسف الشايب
في السادسة من مساء يوم السادس من الشهر السادس في هذا العام، أي الاثنين المقبل، تنطلق فعاليات مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء في دورته الثانية، من مقر مؤسسة عبد المحسن القطان، لينطلق نحو سلسلة من الفعاليات الفنية منها ما هو متواصل، ومنها ما يعرض لمرة واحدة، في المهرجان الذي تنظمه عديد المؤسسات الفلسطينية والعالمية الثقافية والفنية هي: " مؤسسة عبد المحسن القطان، وإنستانت فيديو" الفرنسية ومقرها مرسيليا، والمركز الثقافي الألماني الفرنسي في رام الله، وجاليري المحطة، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، وحوش الفن الفلسطيني في القدس، ومتحف المقتنيات التراثية والفنية في جامعة بيرزيت ، وبالتعاون مع كل من بيت التقاء الفنانين في غزة، ومؤسسة المعمل للفن المعاصر في القدس، ودار الكلمة في بيت لحم.

برنامج متنوع
ويقدم المهرجان في دورته الثانية، برنامجاً فنياً غنياً ومتنوعاً يتمحور حول فنَّي الفيديو والأداء، بمشاركة العشرات من الفنانين من أنحاء مختلفة من العالم، وفي مواقع كثيرة في مدن رام الله وبيرزيت والقدس وبيت لحم وغزة. فإلى جانب أعمال فيديو وأداء وأفلام لفنانين فلسطينيين، يقدم المهرجان برامج عروض فيديو من المغرب، ومصر، وقيرغيزستان، وكرواتيا، ومقاطعة "كيبيك"، أعدها قيمو معارض ضيوف تمت دعوتهم للمشاركة في المهرجان. كما يقدم المهرجان برنامجاً دولياً يشمل جملة كبيرة من أعمال فنية مهمة لفنانين بارزين من بلدان وثقافات مختلفة، وبرنامجاً خاصاً للأعمال الأدائية، إضافة إلى تنظيم محاضرات حول فن الفيديو والأداء ولقاءات مع الفنانين الضيوف، وورشة عمل تدريبية في فن الفيديو.. تستمر على مدى تسعة أيام متواصلة، حيث تختتم فعاليات المهرجان في جاليري المحطة برام الله يوم 12 حزيران بعرض نتائج الورشة التدريبية.
ويجيء المهرجان في دورته هذه ثمرة لشراكة وتعاون مجموعة من المؤسسات التي يجمعها الاهتمام والرغبة والاستعدادية في اقتسام المهام والمسؤوليات، من أجل تحقيق هذا الحدث الفني الدولي، الذي يعكس نتاجاً لحالة من النضج على صعيد العمل المؤسسي من جهة، والممارسة الفنية من جهة أخرى. وما يميز هذا المهرجان عن غيره من مهرجانات مشابهة في بلدان المنطقة اشتماله على فن الأداء، إلى جانب فن الفيديو، لتماس هذين الشكلين من الممارسة الفنية وتداخلهما، والتباس العلاقة بينهما.
وفي حين لم ينبنِ برنامج المهرجان في دورته الأولى في العام 2009، حول ثيمة أو موضوع محدد، وإنما جاءت تلك الدورة تمهيدية بهدف فتح باب الحوار والاطّلاع على مصرعيه على فني الفيديو والأداء، وتقديم قدر كبير من منابر المشاهدة والحوار والتعلم، فإن المهرجان في دورته الثانية يراكم على تلك التجربة، ويقدم برنامجاً فنياً متنوعاً، وفعاليات مختلفة تتضمن الكثير من العناصر التدريبية والتعليمية، إضافة إلى كون المهرجان يوفر فرصة كبيرة للاطلاع على عدد كبير من المشاريع الفنية المهمة التي أنتجت مؤخراً في حقلي الفيديو والأداء.

وساهم في بناء برنامج المهرجان عدد كبير من قيمي المعارض منهم مارك مرسييه (فرنسا)، بول لي (كندا)،  مؤسسة مدرار  للفن المعاصر بمساهمة من الفنان محمد عبد الكريم (مصر)، توني ميشتروفيتش (كرواتيا)، عبد الله كرَّومي وشقة 22 (المغرب)، بمشاركة فنانين من بلدان مختلفة سيقدمون أعمال تركيب فيديو مثل دومينيك باربيير وفلافيي بيناتيل (فرنسا)، وطوني ميشتروفيتش (كرواتيا)، ومريانا فاسيليفا (بلغاريا/ألمانيا)، وشاربك أمناكول (كيرغيزستان)، وجيدو لو (بلجيكا) وشادي حبيب الله، ومهند يعقوبي، وبسمة الشريف، وباسل عباس وروان أبو رحمة، ورؤوف حاج يحيى، وبشار الحروب (فلسطين)، إضافة إلى مشاركة الفنانين روخوس آوست (ألمانيا)، وإستر فيرير (إسبانيا)، وجوليانا إريناسميت (أمريكا)، وضرار كلش (فلسطين)، بأعمال أداء.
وإلى جانب العديد من اللقاءات والحوارات مع فنانين مشاركين يتحدثون فيها حول تجاربهم الفنية، يشمل المهرجان تقديم ثلاث محاضرات أساسية، واحدة تتناول "تاريخ فن الفيديو" يقدمها كريستوف بلازة (ألمانيا)، وثانية بعنوان "فن الفيديو والشعر والثورة" يقدمها مارك مارسييه (فرنسا)، ومحاضرة ثالثة حول فن الأداء مع إستر فيرير، كما يشمل البرنامج عرض أفلام لكمال الجعفري، وعبد الله الغول (فلسطين) وإيهاب طربيه (الجولان)، إضافة إلى أعمال فيديو اخرى لعشرات من الفنانين حول العالم.
ووفقاً لبيان صادر عن لجنة المهرجان، فإنها تأمل أن تساهم هذه الدورة من المهرجان في ترسيخه أكثر في الحياة الثقافية والفنية في هذا البلد، وأن يسهم في إثرائها وحيويتها، ويشكل إضافة نوعية إليها، وأن يصبح منبراً مهماً قادراً على استقطاب مشاركات فنية جديدة ومميزة محلياً وعربياً ودولياً، وفضاءً للقاء والحوار والمعرفة والإنتاج.

دورة مختلفة
وتشير ريم الشلة، منسقة المهرجان، إلى أنه سيسير هذا العام وفق عدة مستويات، أولها عروض فيديو متواصلة ومتتالية في أماكن عدة في عدة محافظات تستمر منذ العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء، وهناك أعمال إنشائية تدخل في ذات الإطار، إضافة إلى عروض فيديو أو أعمال أدائية تقدم لمرة واحدة، من بينها عروض أدائية، ومحاضرات، ولقاءات مع فنانين وقيميين حول تجاربهم الفنية، وغيرها، وجميعها تتوزع على العديد من أماكن العرض في المؤسسات المنظمة، والمتعاونة معها، وسيكون ثمة عرض لفنانة في منزلها بمدينة رام الله.
وتضيف الشلة: هناك مجموعة من الفنانين البارزين على المستوى العالمي يشاركون في المهرجان، من بينهم الفرنسي دومينيك باربيير، والكرواتي طوني ميشتروفيتش، والثنائي البلجيكي غيدولو، والألماني روخوس آوست، وإستر فيرير من إسبانيا، والأميركية جوليانا اريناسميت، وغيرهم.
وحول المختلف في الدورة الثانية من المهرجان عن الدورة الأولى قبل عامين، يقول محمود أبو هشهش، عضو لجنة المهرجان، ومدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان: المميز في الدورة الثانية من مهرجان "سين لفن الفيديو والأداء" برأيي انفتاحه على الكثير من التجارب في أنحاء متفرقة من العالم، في حين كانت الدورة الأولى في مجملها تتمحور حول شراكة فلسطينية فرنسية بالدرجة الأولى .. في هذه الدورة ثمة زيادة في حجم المشاركة العربية، وثمة دعوة لقيمي معارض من دول مختلفة للمشاركة في هذا المهرجان، وتقديم برامج اقترحوها بأنفسهم، لذا ترى أن خريطة المشاركين أصبحت أكثر تنوعاً واتساعاً.
حضور عربي مميز
ويقول أبو هشهش: لدينا مشاركتان أساسيتان  من المغرب، ومن مصر. .
وتحضر مصر بقوة في المهرجان عبر مؤسسة مدرار للفن المعاصر، التي تقدم العديد من أعمال الفيديو من خلال برنامج العروض "نفوس مضطربة"، وهو برنامج أعمال فيديو تجريبية ، يركز بالعموم على أهمية تجاوز منظور الممارسات الفنية للشباب حالياً في القاهرة من خلال مختلف وسائل إنتاج الفيديو الفردي القليل التكلفة، ويقدم "حكي" أو قصص تروى بناءات لأعمال مختلفة وتصلها ببعضها البعض، إضافة الى تنوع المقاصد إلى الموضوع ذاته، وابرازه من خلال قضايا مختلفة تخص المجتمع المصري المعاصر، والتعامل بدرجة قوية ما، فيما يتعلق بعملية الدمج الثقافي، والسياسي وأيضاً الحالة الاقتصادية من خلال تساؤلات عن الهوية والعلاقات والأبوة وكذلك العداء والحرية.
ويشتمل هذا البرنامج على عديد العروض من بينها "الأميرة" لأسماء وهند القللي، وهما شقيقتان توأمان من مواليد العام 1985، درستا التربية الفنية بالقاهرة، وتأتي أعمالهما نتيجة أفكار مشتركة، حيث تهتم كل من أسماء وهند بقضايا تخص الهوية والمجتمع، وعرضت أعمالهما في العديد من المعارض المشتركة في القاهرة والخارج أيضاً، وعرض "رسالة إلى حبيب" لشيرين لطفي، وهي من مواليد القاهرة العام 1987، ودرست الفنون التطبيقية قسم الغرافيك، وتعيش وتعمل بالقاهرة، وتتناول في أعمالها الفنية المواضيع التي تثيرها وتثير غضب من حولها من البيئة المحيطة، وتتعامل معها بطريقة مباشرة حتى تتحول إلى عمل فني يخاطب من يشاهده ليتفاعل معه مستخدمة في ذلك وسيط الفيديو حتى تستطيع ان تصل الى المشاهد من جميع الطرق، وسبق لها أن شاركت في العديد من المعارض والورش التي تهتم بالفنون المعاصرة بداخل مصر وخارجها.
ومن بين عروض "نفوس مضطربة"، فيديو "كخ" لحسام السواح، وهي كما يصفها قصة مبتذلة تروى من خلال شخص غريب الأطوار، وتعكس نتائج وآثار الخلط المحيط به .. والسواح من مواليد القاهرة العام 1984، ودرس التربية الفنية في جامعة حلوان، يعمل بمجالات فنية مختلفة اهمها الرسم والفيديو، كما شارك بأعماله فى العديد من المحافل والمعارض المحلية والدولية.
أما فيديو "لا تنحني" لأحمد الشاعر فيتحدث عن حالة الاسترخاء التي كانت تسود الشارع المصري، حين أنتج الفيلم قبل ثلاثة أعوام، حيث الابتعاد عن المسؤولية الذاتية تجاه الوطن والواجب، وإهمال المطالبة بالحقوق.. والشاعر من مواليد العام 1980، ويعيش ويعمل بالقاهرة، ويهتم بمجالات فنية مختلفة مثل التصوير الفوتوغرافي والفيديو وفنون التجهيز، اعماله في الفيديو تجمع بين الصور المتحركة وصور من الفيديو واصوات بيئية وكذلك التحريك تلاثي الأبعاد.
أما يارا مكاوي في عرضها "حجم" فتتحدث عن النظام الرقمي وعلاقة السيد بالعبد، وهي من مواليد القاهرة في العام 1987، ودرست الفن هناك، وتعمل الآن في مجال الفنون المرئية والمسموعة، مثل الفيديو والصور الرقمية والموسيقى الالكترونية، حيث تهتم بإجراء اتصال بين الرموز المجردة والعلاقات الإنسانية في فنها من خلال طرق مختلفة، كما في الفترة الأخيرة كانت لها تجربة جديدة بعنوان "عشوائية الديناميكية الخفية للوصول للذاكرة" ويظهر هذا المفهوم في أجزاء من مشاريع فنية مختلفة، فيما محاولة منها لخلق صلة بين الذاكرة وما نستمع إليه في علاقاتنا.
وتروي ندى زتونة في "فيلم قصير تقريباً"، كما أسمته، حكاية سيدتين .. مخرجة ومحامية، تعملان سوياً على انتاج فيلم تسجيلي كانتا تتوقعان انجازه في موعد محدد .. الوقت انتهى لكنهما اكتشفتا العديد من الأشياء عن علاقتهما، والكثير من الأشياء عن الماضي.. وزتونة من خريجات مدرسة السينما الجزويت، وعملت كمخرج مساعد لأفلام مستقلة منذ العام 2006، وأخرجت العديد من الافلام القصيرة.
وفي آخر أفلام مجموعة "نفوس مضطربة"، يعرض أحمد نبيل في "الرحلة"، بعض الصور من أول رحلة له إلى أوروبا، حيث قام بمونتاج الفيديو وإضافة صوت مصاحب لصديقين من مصر يتحدثان عن قضايا اجتماعية.
ونبيل حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة الاسكندرية، واهتم خلال السنوات الأخيرة في دراسته بصناعة الافلام، لذلك انخرط خلال سنتين في ورش عمل لصناعة الافلام، ما ساعده فى تطوير بعض المهارات تتعلق بالتصوير والمونتاج، وبعد أول فيلم روائى قصير تحول الى الافلام التجريبية وفنون الفيديو محاولاً استغلال دراسته للفنون التشكيلية.
ويضيف أبو هشهش: قررنا أن ننفتح في كل دورة من دورات المهرجان على مزيد من التجارب الفنية من دول مختلفة، بإمكانها الإضافة إلى المهرجان عبر مشاركات فنانين متميزين في  هذا المجال .. الأعمال الفنية المتنوعة العربية منها والمحلية والعالمية المشاركة في المهرجان تضيء جوانب مختلفة من قضايا حياتنا المعاصرة ،وتكشف عن تفاصيل وقضايا مختلفة سياسية، واجتماعية، وثقافية، وعن كثير من تعقيدات الحياة ، معتبراً أن الانفتاح الواسع في هذا المهرجان، والحرية التي يقدمها للقيمين والفنانين من المشاركين في المهرجان وضيوفه، بمثابة ثيمة خاصة بالدورة الثانية من "سين" .

المشاركة الفلسطينية
وللمشاركة الفلسطينية خصوصية تبرز عبر عديد الأعمال لفنانين شباب، وهي أعمال مهمة وتجريبية، وفق ما تفيد الشلة، التي قالت: الفكرة كانت بأن تكون الدورة الثانية من المهرجان مساحة لإبداعات الفنانين الشباب في فنَّي الفيديو والأداء .. تواصلنا مع عدد كبير من الفنانين الشباب الفلسطينيين داخل وخارج الوطن، وكان ثمة طلبات لمن يرغب بالمشاركة، في محاولة منا لتقديم الجديد في هذا المجال .. مجمل هذه الأعمال، إن لم يكن جميعها، سعت لتقديم لغة بصرية مختلفة ليس فقط من ناحية الرؤية بل من ناحية الموضوع أيضاً، وتحتوي على نسبة عالية من التجريد، وبعضها أعمال طموحة ومكلفة، وغالباً ما تعرض في الخارج، كما هو العمل المشترك بين الثنائي باسل عباس وروان أبو رحمة، مشيرة إلى أن معظم الأعمال الفلسطينية حديثة الإنتاج، وتعرض للمرة الأولى في فلسطين.
ويؤكد أبو هشهش: نحن في زمن الانفتاح على ممارسات فنية  جديدة ومتنوعة، منها فن الفيديو والأداء، وبات هناك نزوع واضح لدى جيل الفنانين الشباب الذين باتوا يتجهون نحو الفنون المرتبطة بالتقنيات ووسائط التعبير الحديثة،.. هذا المهرجان بالتأكيد ليس انحيازاً ضد الأشكال التقليدية في التعبير البصري، وهذا تدلل عليه برامج مؤسسة  القطان وكثير من المؤسسات المنظمة للمهرجان على مدار العام، وهو ليس لتشجيع الفنانين الشباب الفلسطينيين إلى الاتجاه نحو حالة من الطلاق مع اللوحة أو المنحوتة أو ما شابه.
ويضيف أبو هشهش: هذا المهرجان الذي قامت عديد المؤسسات الثقافية والفنية بتأسيسه، يهدف إلى تشجيع أشكال التعبير الجديدة، دون المساس بغيرها من أشكال التعبير،كونها أكثر قدرة على التعبير عن قضيايا المجتمع المعاصرة والمعقدة،  ، كما تمنح مساحات أوسع للفنانين للتعبير عن أنفسهم وقضاياهم وتعقيدات حيواتهم بحرية أكبر أيضاً عبر هذه الفنون الحديثة والتي تتكيء على وسائط التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي يكون من السهل تنقل وعرض هذه الأعمال واستقبالها في أماكن مختلفة من العالم، وتبقى خصوصية كل عمل في إطار فن الفيديو تتمحور حول الموضوع أو المواضيع التي يطرحها هذا العمل أو ذاك، والطرق المبتكرة في التعبير عن هذه المواضيع أو القضايا.

الجمهور
وحول إمكانية تحويل فن الفيديو والأداء إلى فنون جماهيرية في فلسطين مع الوقت، كما حصل مع الرقص المعاصر الذي بدأت تتسع جماهيريته بشكل واضح في فلسطين، في الأعوام الأخيرة، يقول أبو هشهش: جمهور الفنون البصرية بشكل عام محدود في كل أنحاء العالم، وهو ما يشكل أكبر تحدٍ أمام المؤسسات الفنية بما فيها الكبرى ، وبالتالي حين نتحدث عن الأشكال الفنية البصرية الحديثة فإن الجمهور قد يكون أكثر محدودية.
ويضيف: هذه الأشكال التعبيرية البصرية الحديثة في مجتمع محافظ نوعاً ما في تقبله للجديد، وأكثر انتصاراً لأشكال التعبير التقليدية التي ساهمت في صياغة هويته كاللوحة والملصق والدبكة الشعبية  وغيرها، قد يزيد من صعوبة المهمة بالنسبة لنا .. برأيي هذه الأشكال التعبيرية الجديدة من شأنها أن توسع مساحة الهوية الفلسطينية وتزيد من حيوتها وحراكها وآفاقها الإنسانية. زولتوسيع دائرة الجمهور المتابع لفعاليات المهرجان، اشار أبو هشهش إلى أن "سين" في دورته الثانية يشتمل على برامج تعليمية وتدريبية، حيث سيقوم كل فنان من الضيوف للحديث عن تجربته الخاصة وأشكاله التعبيرية أمام الجمهور، إضافة إلى ورشة تدريبية تبدأ قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان بيومين، وطلابها فنانون شباب وهواة فلسطينيون في مجال فن الفيديو، بحيث يتحولون إلى منتجين في هذا المجال الفني الحديث، بإشراف الأكاديمي والفنان الفرنسي فرانسوا ليجون، كما سيتم عرض بعض الأعمال الفنية في محلات تجارية لضمان تفاعل جمهور الشارع مع ما يقدم في المهرجان، إضافة إلى أن بعضاً من الأعمال الأدائية سيكون الشارع مسرحها، كما هو حال العمل الذي تقدمه الإسبانية إستر فيرير، في قلب مدينتي القدس ورام الله، مشدداً على أنه سيتم توثيق الأعمال الأدائية نحو بناء مكتبة فلسطينية لمئات وربما آلاف الأعمال، مع الوقت، التي تندرج في إطار فن الفيديو والأداء.

إضافة نوعية
ويرى أبو هشهش أن مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء يضيف إلى ريادة فلسطين في إقامة وتنظيم مهرجانات فنية مميزة كبرى، كمهرجان رام الله للرقص المعاصر، ومهرجان القصبة السينمائي، ومهرجان شاشات لسينما المرأة،ومهرجان مسرح المضطهدين، ومهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والغناء، وغيرها .. ويقول: المهرجان إضافة نوعية للمشهد الفني والثقافي في فلسطين، ولا يستنسخ  تجارب سابقة أو ممثالة، بل يوسع من ريادة فلسطين كمنتجة للثقافة، وكساحة ومكان التقاء كوني لمنتجي الثقافة والإبداع في المنطقة والعالم، ما من شأنه الإضافة إلى مكانة هذا البلد الثقافية والحضارية عالمياً.
ويشدد هشهش على أن أهم ما يميز المهرجان هو ولادته بناء على شراكة هي الأوسع بين المؤسسات العاملة في قطاع الفنون البصرية، حيث تقوم قرابة عشر مؤسسات رائدة في هذا المجال على تنظيم هذا المهرجان، في شراكة على قدم المساواة .. شراكة تتيح لكل مؤسسة أن تقدم ما تستطيع من خبرات وفضاءات وطاقات بشرية للخروج بمهرجان دولي مهم بإمكاناتنا الخاصة .. مهرجان يثبت حضوره ليس على الخريطة الثقافية والفنية المحلية، بل على الصعيدين الإقليمي والعالمي أيضاً.

الشراكة طريق النجاح
من جهته، يقول عبد الجبعة، مدير مركز خليل السكاكيني الثقافي، إحدى الجهات المنظمة للمهرجان: نحن في المركز نؤمن بأن الفعل الثقافي هذه الآونة بمجمله شبابي، ويأتي نتيجة تفاعل القديم مع الحديث، والفنون التقليدية مع غير التقليدية، وصولاً إلى الصيغ التي يمكن التواصل عبرها مع المجتمع المحيط بنا .. فن الفيديو أو "الفيديو آرت" أحد أهم وأوسع الأشكال الفنية المعاصرة، والمثيرة للجدل في آن، والتي تتكئ على الفيديو كتقنية وتعاطيها مع الفنون الأدائية كفنون حديثة يعبر من خلالها الفنانون المعاصرون عما يريدون التعبير عنه، ولذلك جاء مهرجان "سين" لإعطاء هذا الفن المساحة التي يستحقها في فلسطين، والتي هي أوسع بكثير خارج فلسطين .. وضع المحاولات الفلسطينية في إطار هذا الفن الحديث ضمن مهرجان متخصص أمر في غاية الأهمية، خاصة أن الدورة الأولى من المهرجان أوضحت أن هناك حتى فنانين وهواة هم في أمس الحاجة للاحتكاك مع ذوي الخبرة من الخارج، والتعرف أكثر على تقنيات هذا النوع من الفنون البصرية الحديثة، واساليب العديد من المدارس العالمية في هذا الإطار.. هذا المهرجان سيساهم في رفع قيمة هذا الفن لدى الجمهور، ومن قدرات الفنانين الفلسطينيين في آن، مع وجود فنانين فلسطينيين بارزين في فن "الفيديو آرت"، من بينهم على سبيل المثال شريف واكد، ورائد أنضوني، وغيرهما.
ويضيف الجعبة: برأيي نحن في فلسطين، ليس لدينا خيارات سوا التشبيك والعمل المشترك، وهذا ما نؤمن به في المركز، للخروج من تنميط الفن وتصنيفه على أنه "نخبوي"، خاصة أن لا تنافس ربحياً بيننا .. المنافسة تكمن في تقديم فلسطين ثقافياً بالشكل الأجمل، وهذا يتم بالتعاون والتشبيك بين عديد المؤسسات والمراكز الثقافية والفنية، ومهرجان "سين" أبرز مثال على ذلك.
31.5.2011

No comments:

Post a Comment